الجنة وبين الشفاعة فاخترت الشفاعة لأنها أعم اترونها للمتقين ولكنها للمذنبين الخاطئين) وعنه صلى الله عليه وآله وسلم في أحاديث الباب (أنا أول الناس خروجا إذا بعثوا وأنا خطيبهم إذا وفدوا أنا مبشرهم إذا يئسوا وأنا شفيعهم إذا حبسوا لواء الحمد بيدي وأنا أكرم ولد آدم على ربي ولا فخر وأنا سيد ولد آدم يوم القيمة وما من نبي آدم ومن سواه إلا تحت لوائي وأنا أول شافع وأول مشفع أما ترضون أن يكون إبراهيم وموسى فيكم يوم القيمة إنهما في أمتي يوم القيمة) وروي حديث الحوض خمسة وعشرين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما بلغنا وكل ما ذكرناه من الآيات والأحاديث في هذا الباب قطرة من بحار فضائله الموجودة في الكتاب والسنة وإنما أطلنا بما ذكرنا لأن شرذمة من كفرة الخوارج مع ادعاء الإيمان يقعون في سوء أدبه صلى الله عليه وآله وسلم ويجرون بما لا يمكن من المؤمنين بالله ورسوله ويحقرون شأنه صلى الله عليه وآله وسلم فما للأنبياء والأولياء وهذه الآية الكريمة من أقوى الآيات فسادهم بسبب إفسادهم في حملها على محملها واتباعهم كفرة عهده صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك وشرورهم كشرورهم وإنكارهم بالآيات المتكاثرة والأحاديث المتواترة أعاذنا الله من شرورهم.
قال النجدي: الفصل الثالث في رد الإشراك في التصرف.
قالوا فسره في الفصل الأول بإثبات مثل تصرف الله لغيره وهذا تشريع جديد من نفسه ولم يوجد هذا اللفظ في الآيات والأحاديث التي ذكرها.
قال النجدي قال الله تعالى " قل من بيده ملكوت كل شئ وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون * سيقولون الله قل فأنى تسحرون " (المؤمنين: 88 - 99 هذه الآية دلت على أن المتصرف في الكل المجير غير المجار عليه ليس إلا الله فمن لم يقل في حاجة يا الله وقال يا محمد وإن اعتقده عبدا غير متصرف في الكل صار مشركا فإن مشركي زمن النبي أيضا لا يعتقدون آلهتهم كذلك بل إنما يسألون الآلهة على اعتقاد الشفاعة فمن اعتقد التصرف في العالم لمخلوق أو اعتقده شفيعه صار مشركا وإن اعتقده أدون من الله ومخلوقا له.
قالوا: أيها الغوي مالك تتكلم من غير روية مثل تكلم المجانين والسكارى فإن الآية صريحة في أن المشركين لم يعتقدوا غير الله متصرفا في الكل مجيرا غير مجارا عليه وكانوا مشركين فثبت أن اعتقاد كون الغير متصرفا مجيرا غير مجار عليه ليس مدارا لشركهم وإلا فكيف يكون من لا يعتقده مشركا فالآية لا تفيد ما ادعيت بل تبطله وقلت أنت أن