" والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم " (الطور: 21) وقوله تعالى " جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم " (الرعد: 23 أي صلح لدخول الجنة وجاء في الحديث (إن أهل القرآن يشفعون لعشرة من أهليهم كلهم قد استوجب النار وإن الشهداء يشفعون لسبعين والعلماء على مراتبهم والمتوكلون لسبعين ألفا وعثمان لا كثر من شعر الغنم والصالحون يكافئون من أحسن إليهم في الدنيا بجرعة ماء وخدمة قليلة) ووجه التوفيق في جميع ذلك أن هذا باختلاف المواطن والأوقات فالأول عند أول النفخ وعند الفزع والثاني حين المطالبة بالحقوق والحساب والوزن فهناك يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه خشية أن يطالبوه بحق ويستعينوا ببذل حقه والنبي صلى الله عليه وآله وسلم هنالك مأمون يعين من شاء على ما شاء فهناك ينقطع الوسائل إلا وسيلته والثالث إذا فتح النبي صلى الله عليه وسلم باب الشفاعة فهناك ينفع الناس بعضهم بعضا وإما أن آيات الوجه الأول عام مخصص بآيات الوجهين الآخرين وعدم ملكه صلى الله عليه وآله وسلم لا يلزم أن لا يملكه الله تعالى كما وعده وأخبر هو صلى الله عليه وآله وسلم. فائدة: ابن حجر (1) في فتح مكية شرح منظومة بيت بعدتم الناس الخ بين المعاني ودليل الأول أعني السيادة من حيث النسب الذي هو أشرف الأنساب آية المباهلة قال بعض محققي المفسرين فيها لا دليل أقوى من هذا على فضل علي وفاطمة وابنيها أي لأنها لما نزلت دعاهم فاحتضن الحسين وأخذ بيد الحسن ومشت فاطمة خلفه وعلي خلفها فعلم أنهم المرادون من الآية وإن أولاد فاطمة وذريتهم يسمون أبنائه وينسبون إليه نسبة حقيقية نافعة في الدنيا والآخرة ويدل على ذلك ما صح أنه خطب فقال: (ما بال أقوام يقولون إن رحم رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينفع قومه يوم القيمة بلى والله إن رحمي موصولة في الدنيا والآخرة) الحديث ودليل الثاني أعني النظر إلى السيادة بالتقوى ما صح أنه لما نزل قوله تعالى " وأنذر عشيرتك الأقربين " (الشعراء: 214) دعا جميع بطون قريش فعم وخص وقال لكل: (لا أغني عنكم من الله شيئا غير أن لكم رحما) أي سأصلها بصلتها ومعنى ذلك أنه لا يملك لأحد نفعا ولا ضرا لكن الله يملك نفع أقاربه بل أمته بالشفاعة الخاصة والعامة.
قال النجدي الفصل الرابع في رد الإشراك في العبادة.