إتحاف أهل الزمان - عمر غامسوري - الصفحة ٦
وسعة اطلاع، سماه " المنح الإلهية في طمس الضلالة الوهابية "، وأجاب عنها العلامة المحقق فخر عصره أبو حفص عمر ابن المفتي العلامة فخر المذهب المالكي أبي الفضل فاسم المحجوب، برسالة بديعة مشتملة على الرد عليه، في قصده الذي صرح به والذي أشار إليه، وهي المطابقة لمقتضى الحال، نذكرها عوض ما أضربنا عنه من المقامات، وأشعار التكسب التي لا تفيد إلا التقرب للممدوح. ونصها:
ربنا أفتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين (1)، ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين، ونجنا برحمتك من القوم الكافرين (2). يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم، إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون (3). يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد ولا آمين البيت الحرام يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا وإذا حللتم فاصطادوا ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان (4).
أما بعد هذه الفاتحة، التي طلعت في سماء المفاتحة، فإنك راسلتنا تزعم أنك القائم بنصرة الدين، وأنك تدعو على بصيرة لما دعا إليه سيد الأولين والآخرين، وتحث على الاقتفاء والاتباع، وتنهى عن الفرقة والابتداع، وأشرت في كتابك إلى النهي عن الفرقة واختلاف العباد، فأصبحت كما قال الله تعالى: " ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد (5).
وقد زعمت أن الناس قد ابتدعوا في الإسلام أمورا، وأشركوا بالله من الأموات جمهورا، في توسلهم بمشاهد الأولياء عند الأزمات، وتشفعهم بهم في قضاء الحاجات، ونذر النذور إليهم والقربات، وغير ذلك من أنواع العبادات، وأن ذلك كله إشراك برب

(1) س 7 / آ 89 - 2) س 10 / آ 85 و 86 - 3) س 5 / آ 105 - 4) س 5 / آ 2 - (5) س 2 / آ 204 و 205
(٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 » »»