س - هل جاء في السنة أن الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم علم الناس أن يسألوا الصالحين من الأموات ويطلبوا منهم الدعاء؟ أرجو أن تذكروا ولو حديثا واحدا الجواب: ونحن نقلب عليه السؤال أولا فنقول: هل جاء في السنة أن الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم نهى الناس عن أن يسألوا الصالحين ويطلبوا منهم الدعاء؟، أرجو أن تذكر لنا ولو حديثا واحدا.
وثانيا نقول له: إن جواز الأشياء لا يتوقف على ورود الأمر بها بل على عدم النهي عنها كما هو معروف ومقرر في علم الأصول، فكل ما لم يرد فيه نص بالحظر فهو مباح.
وقد علمنا النبي صلى الله تعالى عليه وسلم في سنته الصحيحة أن ما أمرنا به فعلنا ولم نتركه وما نهى عنه اجتنبناه ولم نفعله وما سكت عنه فهو عفو.
فهذه هي قواعد العلم الذي يعرفه العلماء.
وأما شبهة الموت فهي واهية لأنكم فيها بين أمرين:
إما أن تنكروا إدراك الأموات وعلمهم ودعاءهم وسماعهم، وإما أن تقروا بذلك.
فإن أنكرتموه ملأنا لكم الدنيا أدلة وبراهين على ثبوت ذلك لهم مثل دعاء آدم وإبراهيم وغيرهما من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لنبينا صلى الله تعالى عليه وسلم ليلة المعراج كما في الصحيحين وغيرهما، وكما في حديث: (تعرض علي أعمالكم فإن وجدت خيرا حمدت الله وإن وجدت غير ذلك استغفرت لكم) وكما في حديث عرض أعمال الأحياء على الأموات ودعائهم لهم.
وقد ذكره ابن تيمية نفسه في فتاويه واعترف به ابن القيم كل الاعتراف وقرره أتم التقرير.
ومن محاسن المصادفات في هذا ما يقرره الأوروبيون الآن مما يوافق ذلك، وقد