التوسل بالنبي (ص) وجهلة الوهابيون - أبي حامد بن مرزوق - الصفحة ٢٨٥
السورة مباشرة هم المؤمنون لا الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم وحده.
وإن قلنا إنه صلى الله تعالى عليه وسلم يدخل في عموم خطابها.
وقوله في تمام سؤاله: (عملا بقوله تعالى): (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك)، جهل وتهويش، فإن الأمر والخطاب في هذه الآية خاص بالرسول صلى الله تعالى عليه وسلم في تبليغه رسالة الله ووحيه الله إلى جميع الخلق، فهو حشور تكرار لأنه صلى الله تعالى عليه وسلم قد بلغ ما أمرت به أمته من الوسيلة وبينها في سنته بيانا شافيا.
قالت عائشة رضي الله تعالى عنها: من حدثك أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم كتم شيئا مما أنزل إليه فقد كذب ثم قرأت: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) الآية = أخرجاه في الصحيحين =.
فالوسيلة واضحة المعنى ظاهرة الدلالة، والقرآن عربي نزل بلغة العرب، ولا وجه لقصركم إياها على نوع خاص فإنه قول بلا دليل، على أنه لا داعي لذلك كله فقد ثبت التوسل مصرحا به في حديث عثمان بن حنيف وغيره، وقد جاء في آخر الحديث المذكور: (فإن كما له حاجة فمثل ذلك)، وقد عمل به في زمان عثمان بن عفان رضي الله عنه، كما بيناه فيما سبق من الأعداد.
س: هل يلزم من عدم دعاء الأموات ومخاطبتهم بغير المشروع إنكار كرامتهم؟:
وإذا قلتم بالتلازم فبينوا لنا وجهه بالبرهان، واذكروا لنا عن الصحابة والتابعين والأئمة المتبوعين من قال بجواز هذا النوع من التوسل.
ج: نعم من كان مثلكم ينكر وجاهة الأنبياء والصالحين عند الله تعالى يجب أن ينكر كرامات الأموات، فإنه إذا لم يكن لهم وجاهة عند الله تعالى، ولا يمكنهم أن يدعوا لنا ولا تستطيع أرواحهم أن تفعل شيئا كما هو اعتقادكم، فأي كرامة تكون لهم بعد
(٢٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 ... » »»