التوسل بالنبي (ص) وجهلة الوهابيون - أبي حامد بن مرزوق - الصفحة ٢٦٠
ثم انضم إلى ذلك الصلف المذموم والكبرياء الممقوت، فبماذا نخاطبهم وعلى أي قاعدة نحاورهم؟، ولكننا نكتب لغيرهم عسى أن نقيه شر سمومهم التي ينفثونها فيما يكتبون، تبعا لأسلافهم مطبقين الآيات التي نزلت في الكفار على المسلمين، مع أن الشاذ عن جماعة المسلمين أولى بالتكفير منهم وأقرب إلى الخطأ والضلال.
وهل يرضون أن نقول لهم إنكم مخالفون لسلف الأمة وخلفها اتباعا لمن قبلكم؟.
ثم نطبق عليكم قوله تعالى: (وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا)، (ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله)، (ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله).
وعندنا من ذلك شئ كثير، وهل لنا أن نأخذ بظاهر هذا الحديث؟ وهو أصح مما تأخذون به فنقول: إنكم كفرتم عندما رميتم المسلمين بالكفر، أو نقول إنكم من أولئك الذين يحقر أحدنا صلاته بجنب صلاتهم، يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، أو نقول إنكم من أولئك الخوارج الذين قال فيهم عبد الله بن عمر = كما في صحيح البخاري = " أنهم عمدوا إلى آيات نزلت في المشركين فجعلوها في المسلمين "، أو نطبق عليكم قوله عليه الصلاة والسلام في أسلافكم الحروريين: (يقتلون أهل الإيمان ويتركون أهل الأوثان)، أو نقول:
(ولا نريد إلا أولئك الفظاظ الغلاظ الجامدين الجاهلين)، إنكم أعداء الله حيث أثبتم له الجهة وشبهتموه بخلقه.
وأعداء رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم حيث لم توقروه ولم تراعوا حرمته، وأعداء أولياء الله حيث حقرتموهم كل التحقير، وأعداء جميع المسلمين حيث استحللتم دماءهم وأموالهم حتى قتل أطفالهم من نبات وبنين وذلك شئ نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم مع أكفر الكفرة وأفجر الفجرة إلى آخر فظائعكم وشنائعكم.
فيا أيها الناس اتقوا الله في المسلمين، فنحن أحوج إلى الوئام والاتحاد أمام العدو
(٢٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 ... » »»