التوسل بالنبي (ص) وجهلة الوهابيون - أبي حامد بن مرزوق - الصفحة ٢٣٦
وأن مخالف الاجماع لا يكفر ولا يفسق، وأن ربنا سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون والجاحدون علوا كبيرا محل الحوادث تعالى الله عن ذلك وتقدس، وأنه مركب تفتقر ذاته افتقار الكل للجزء تعالى الله عن ذلك وتقدس، وأن القرآن محدث في ذات الله تعالى الله عن ذلك، وأن العالم قديم بالنوع ولم يزل مع الله مخلوقا دائما فجعله موجبا بالذات لا فاعلا بالاختيار تعالى الله عن ذلك.
وقوله بالجسمية والجهة والانتقال وأنه بقدر العرش لا أصغر ولا أكبر تعالى الله عن هذا الافتراء الشنيع القبيح والكفر البراج الصريح وخذل متبعيه وشتت شمل معقديه.
وقال إن النار تفنى، وأن الأنبياء غير معصومين، وإن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم لا جاه له يتوسل به، وإن إنشاء السفر إليه بسبب الزيارة معصية لا تقصر الصلاة فيه وسيحرم ذلك يوم الحاجة ماسة إلى شفاعته، وإن التوراة والإنجيل لم تبدل ألفاظهما وإنما بدلت معانيهما إ ه‍.
فإن قيل إن المحدث ابن ناصر الدمشقي المتوفى سنة 842 قد ألف مجلدا سماه:
" الرد الوافر على من زعم أن من سمى ابن تيمية شيخ الإسلام كافر "، ودافع فيه عن ابن تيمية، ونفى عنه ما يذم به، وسرد فيه ستا وثمانين عالما كل قد أطرى ابن تيمية.
الرد الوافر لابن ناصر الدين ليس برد وهو باطل بأربعة عشر وجها قلت: ليس برد فضلا عن كونه وافرا وهو باطل بأربعة عشر وجها:
الأول: - خلوه من الركنين الأهمين، وهما المردود عليه وموضوع الرد، والتسمية واسم الراد لا يفيدان شيئا.
الثاني: - تركه للركنين الأهمين يدل على أنه ليس بعالم ولا يعرف معنى الرد.
الثالث: - سرده في صدره طبقات المعدلين والمجرحين من الصدر الأول إلى الذهبي التي هي خارجة عن موضوع كتابه يدل على ذلك.
(٢٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 ... » »»