التوسل بالنبي (ص) وجهلة الوهابيون - أبي حامد بن مرزوق - الصفحة ٢٣٤
السبكي في طبقاته الكبرى في ترجمة المحدث أبي الحجاج المزي، قال إنه كان بارعا في العربية نحوا وتصريفا، قال: وكان الذين يقرأوه عليه يلحنون فيردهم، وكان ابن تيمية يقرأ عليه فليحن، لكان صادقا.
قول العلامة ابن حجر الهيتمي في ابن تيمية سئل عنه في فتاواه الحديثية فأجاب بقوله:
ابن تيمية عبد خذله الله تعالى وأضله وأعماه وأصمه وأدله وبذل صرح الأئمة الذين بينوا فساد أحواله وكذب أقواله، ومن أراد ذل فعليه بمطالعة كلام الإمام المجتهد المتفق على إمامته وجلالته وبلوغه مرتبة الاجتهاد أبي الحسن السبكي وولده التاج والشيخ الإمام العز بن جماعة وأهل عصرهم وغيرهم من الشافعية والمالكية والحنفية.
ولم يقصر اعتراضه على متأخري الصوفية بل اعترض على مثل عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما، والحاصل أن لا يقام لكلامه وزن بل يرمى في كل وعز وحزن يعتقد فيه إنه مبتدع ضال ومضل جاهل غال، عامله الله تعالى بعدله وأجارنا من مثل طريقة وعقيدته.
وأفاض في ذكر أعيان من الصوفية طعن فيهم ثم قال: ولا زال يتتبع الأكابر حتى تمالأ عليه أهل عصره وبدعوه، بل كفره كثير منهم، وقد كتب إليه بعض أجلاء أهل عصره علما ومعرفة سنة خمس وسبعمائة:
من فلان إلى شيخ الكبير العالم إمام أهل عصره = بزعمه = أما بعد، فإنا أحببناك في الله زمانا، وأعرضنا عما يقال فيك إعراض الفضل إحسانا، إلى أن ظهر لنا خلاف موجبات المحبة بحكم ما يقتضيه العقل والحس، وهل يشك في الليل عاقل إذا غربت الشمس؟، وإنك أظهرت إنك قائم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والله تعالى أعلم بقصدك ونيتك، ولكن الاخلاص مع العمل ينتج ظهور القبول، وما رأينا آل أمرك
(٢٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 ... » »»