قدوتهم على عمر بن بشر: (يفشر سيبويه، وما كان نبي النحو، وأخطأ في الكتاب في ثمانين موضعا لا تفهمها أنت).
ولا تناقض عند أبي حيان، أما مدحه له ولا فهو مبني على تحسين الظن وعلى الشهرة الكاذبة والدعاية التي جعلها لنفسه ونشرها له الغوغاء، وأما ذمه بعد ذلك فلما انكشف له من عقيدته وعجرفته وغطرسته.
وقد مدح عمرو بن الأهتم التميمي ابن عمه الزبرقان بن بدر عنه النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فقال الزبرقان: يا رسول الله إنه حسدني فترك كثيرا من فضائلي فذمه عمر وذما بليغا، وقال: والله يا رسول ما كذبت في الأولى ولقد صدقت في الثانية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن من البيان لسحرا).
كان مائق يستطيع أن يقول لمناظره أخطأ فلان أو إمامك في مائة أو ألف مسألة لا تفهمها أنت لأن الكلام لا ضريبة عليه وقد دل هذا الهذيان على جهله وغطرسته وحمقه، فلو عقلوا لم يفتخروا به ولستروه كما تستر الهرة خرأها، إذا مائق يمكنه أن يقول لمناظره أخطأ إمامك في مائة أو إلف مسألة في الفقه مثلا لا تفهمها أنت ويسفه عليه بهذا الهذيان أو بأشد منه يفشر.. وما كان إمام نبي..
وفي استطاعة أبي حيان أن يقول له مثل هذا الهراء أو أكثر منه لأن الكلام ولا ضريبة عليه ولكنه ليس بسفيه ولا متغطرس، وهو عالم بفنه العربية غير مدافع قد أخذها عنه بمصر أعيان العلماء واعترفوا بفضله، منهم الإمام أبو الحسن السبكي، ولا يلحق ابن تيمية غباره وغبارهم فيها، فلو قال قائل إن ابن تيمية لا يعرف العربية، فضلا عن فهمه كتاب الإمام سيبويه وتخطئته بدليل خطأه القبيح في حديث: (لا تشد الرحال الخ..) في حمله له على منع زيارة قبر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم مخالفا للأمة الإسلامية، وغيره، وقد تقدم إظهار جهله فيه وفي غيره بالعربية، وبدليل ما ذكره التاج