فقال المسلمون يا براء أقسم على ربك فقال: أقسم عليك يا رب لما منحتنا أكتافهم وألحقتني بنبيك، فحمل وحمل الناس معه فقتل مرزبان الزارة من عظماء الفرس وأخذ سلبه، فانهزم الفرس وقتل البراء رضي الله تعالى عنه.
أهل الدلال يقسمون عليه تعالى ملاحظين ما أكرمهم به من نعمة الإيمان والتوفيق لطاعته فإن قيل لا دلالة في هذين الحديثين على جواز الإقسام على الله بمخلوق لأن المقسم به محذوف فيهما، ويتعين حمله على الله تبارك وتعالى، والتقدير لو أقسم على الله به فيتحد المقسم عليه والمقسم به.
فالجواب: تعيين حمله على الله دون المخلوق يحتاج إلى دليل خاص، والأصل عدم اتحاد المقسم عليه والمقسم به، وعليهما فيجوز تقدير المحذوف لو أقسم على الله به، كما يجوز تقديره نبيا أو غيره كأقسمت عليك يا ربك بنبيك، أو بي مثلا، على أنهما يدلان صراحة على التنويه بعظمة المقسم ومنزلته عند الله تعالى، وأهل الدلال يقسمون عليه تعالى ملاحظين ما أكرمهم به من نعمة الإيمان والتوفيق لطاعته واثقين في فضله وكرمه بإجابة طلبهم.
ذكر التستري عن معروف الكرخي أنه قال لتلامذته: إذا كان لكم إلى الله تعالى حاجة فأقسموا عليه بي، فأتي الواسطة بينكم وبينه الآن بحكم الوراثة عن المصطفى صلى الله تعالى عليه وسلم.
وقوله: (ولهذا أفتى أبو محمد بن عبد السلام إلى قوله والحديث المذكور لا يدل على الإقسام به) غير عن ابن عبد السلام، فإنه رحمه الله تعالى جزم بأن الإقسام على الله تعالى خاص بالنبي صلى الله تعالى عليه وسلم، وتعقبه العلماء بأن الخصائص لا تثبت بالاحتمال.
وقوله: (والحديث المذكور لا يدل على الإقسام به) صحيح أن قصد به حديث