ومقصوده بالحديث المذكور: (من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك)، وبهذا يعلم ما في إطلاقه الاستدلال بالحديثين من المجازفة، ويلزم من مجازفته هذه أن يكون إمامه أحمد وأصحابه وأكثر أتباعه حيث جوزوا الحلف بالنبي صلى الله تعالى عليه وسلم وأوجبوا الكفارة على من حنث بذلك قد جوزوا الكفر والشرك للمسلمين نعوذ بالله من زلقات اللسان وفساد الجنان.
الدعاء لفظ مشترك بين معان منها: العبادة وقوله: (والدعاء عبادة) ليس بصحيح، والدعاء لفظ مشترك بين معان منها:
العبادة نحو: " ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك " والاستغاثة نحو:
" وادعوا شهداءكم " والسؤال نحو: " ادعوني أستجب لكم " والقول نحو:
" دعواهم فيها سبحانك اللهم "، والنداء نحو يوم يدعوكم، والتسمية نحو لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا، والنسبة كقوله تعالى: ادعوهم لآبائهم، أي انسبوهم إليهم.
وقوله: (والعبادة مبناها على التوقيف والاتباع لا على الهوى والابتداع "، كلمة حق أريد بها باطل، أراد إن التوسل بجاه نبي أو صالح عبادة له وقد تقدم إبطاله في الفصل الثاني وفي هذا بالبراهين، فليس التوسل من العبادة في شئ، ولا يكون عبادة إلا إذا عظم المتوسل المتوسل به كتعظيم الله تعالى.
الباب التاسع في حياة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ورتب الكلام فيه على خمسة فصول وأفاض وأجاد قال الإمام العلامة أبو الحسن السبكي: الباب التاسع في حياة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، قد تضمنت الأحاديث المتقدمة أن روح النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ترد عليه وأنه يسمع ويرد السلام، فاحتجنا إلى النظر فيما قد قيل في ذلك بالنسبة إلى الأنبياء والشهداء وسائر الموتى، ورتب الكلام في هذا الباب على خمسة فصول: