أحمد ففيه اختلاف بين علماء مذهبه والراجح عند المحققين منهم أنه يستقبل القبر الشريف كبقية المذاهب " انتهى محل الحاجة من خلاصة الكلام " ومر ما نقله السمهودي عن أبي عبد الله السامري الحنبلي وعن كثير من علماء المذاهب الأربعة في كتب المناسك إن الزائر يستقبل القبر ويستدبر القبلة وقال السمهودي أيضا في وفاء الوفا (1) قال عياض قال مالك في رواية ابن وهب إذا سلم على النبي " ص " ودعا يقف ووجهه إلى القبر لا إلى القبلة. قال:
وفي رواية نقلها عياض عن المبسوط أنه قال لا أرى أن يقف عند القبر يدعو لكن يسلم ويمضي قال السمهودي قلت وهي مخالفة أيضا لما تقدم في مناظرة المنصور لمالك وكذا لما نقله ابن المواز أنه قيل لمالك فالذي يلتزم أترى له أن يتعلق بأستار الكعبة عند الوداع قال لا ولكن يقف ويدعو قيل له وكذلك عند قبر النبي " ص " قال نعم. ثم قال: نقل ابن يونس المالكي عن ابن حبيب أنه قال ثم أقصد القبر من وجاه القبلة فادن منه وسلم على رسول الله " ص " واثن عليه وعليك السكينة والوقار فإنه " ص " يسمع ويعلم وقوفك بين يديه الخ. قال: وقال النووي في رؤوس المسائل عن الحافظ أبي موسى الإصبهاني أنه روى عن مالك أنه قال إذا أراد الرجل أن يأتي قبر النبي " ص " فيستدبر القبلة ويستقبل النبي " ص " ويصلي عليه ويدعو. قال: وقال إبراهيم الحربي في مناسكه تولي ظهرك القبلة وتستقبل وسطه يعني القبر. قال: وروى أبو القاسم طلحة بن محمد في مسند أبي حنيفة بسنده عن أبي حنيفة قال جاء أيوب السختياني فدنا من قبر النبي " ص " فاستدبر القبلة وأقبل بوجهه إلى القبر وبكى بكاء غير متباك. قال: وقال المجد اللغوي روي عن الإمام الجليل أبي عبد الرحمن عبد الله بن المبارك قال سمعت أبا حنيفة يقول قدم أيوب السختياني وأنا بالمدينة فقلت لأنظرن ما يصنع فجعل ظهره مما يلي القبلة ووجهه مما يلي وجه رسول الله " ص " وبكى غير متباك فقام مقام رجل فقيه. ثم قال: قلت فهذا يخالف ما ذكره أبو الليث السمرقندي في الفتاوي عطفا على حكاية حكاها الحسن بن زياد عن أبي حنيفة من أن المسلم عليه " ص " يستقبل القبلة وقال السروجي الحنفي يقف عندنا مستقبل القبلة قال الكرماني الحنفي يقف عند رأسه بين المنبر والقبر مستقبل القبلة. قال: وعن أصحاب الشافعي وغيره يقف وظهره إلى القبلة ووجهه إلى الحظيرة وهو قول ابن حنبل. قال: