مر مفصلا في المقدمات بل عبادة خاصة لم يصدر شئ منها من أحد من المسلمين. وأما تفصيلا فقوله في رسالة أربع القواعد إن الذين قاتلهم رسول الله (ص) مقرون بأن الله هو الخالق الرازق المدبر وأن ذلك لم يدخلهم في الإسلام فنقول لم يدخلهم في الإسلام لأنهم يكذبون رسول الله (ص) ويقولون إنه ساحر كذاب وينكرون جميع شرائعه ويدينون بدين الجاهلية وهذا كاف في كفرهم سواء تشفعوا بالأصنام وعبدوها أو لا فكيف يقاس بهم ويجعل مساويا لهم من يؤمن بالله وبرسوله وبأن جميع ما جاء به من عند الله حق لأنه يتشفع إلى الله تعالى بمن جعله شافعا ومشفعا ويتوسل إليه بمن جعل له الوسيلة سبحانك اللهم ما هذا التمويه والتضليل وليس موجب كفرهم تشفعهم بالأنبياء والصالحين كما زعم واستدلاله على ذلك بالآيتين واضح الفساد كما يأتي في الفصل الثاني من الباب الثالث. قوله إنه " ص " ظهر على قوم متفرقين في عبادتهم فقاتلهم ولم يفرق بينهم. نعم لم يفرق بينهم لاشتراكهم جميعا في تكذيبه وإنكار نبوته ورد ما جاء به من عند ربه والتمسك بأديان آبائهم الفاسدة وهؤلاء لا فرق بين أن يعبدوا ملكا أو نبيا أو صنما أو كوكبا أو لا يعبدوا. وإنما يتم لابن عبد الوهاب ما أراد لو كان بعضهم آمن بالنبي " ص " وصدق بجميع ما جاء به ولكنه بقي يتشفع إلى الله بنبي أو صالح فقاتله النبي " ص " ولم يفرق بينه وبين من يعبد الحجر والشجر والشمس والقمر وأني له بذلك.
أما قوله في كشف الشبهات إن الله تعالى أرسل محمدا " ص " إلى قوم يتعبدون ويحجون ويتصدقون لكنهم يجعلون بعض المخلوقات وسائط بينهم وبين الله فيظهر فساده من وجوه:
الأول: إنهم كانوا يتعبدون ولكن كانت عبادتهم كما أخبر الله تعالى عنه بقوله (وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية) المكاء التصفير والتصدية التصفيق. في الكشاف كانوا يطوفون بالبيت عراة الرجال والنساء وهم مشبكون بين أصابعهم يصفرون فيها يقصفوون " انتهى ". كانوا يتعبدون فيسجدون للأصنام التي نهى الله عن السجود لها ويقربون لها القرابين ويهلون عليها بأسمائها ويطلونها بدمائها هذه كانت عبادتهم ويحجون ولكنهم أحدثوا في الحج بدعا وقبائح كثيرة. منها: إنهم كانوا يطوفون عراة رجالا ونساء وعوراتهم بادية يتقربون إلى الله بذلك. وقصة المرأة التي ألزموها بذلك وكانت