تطهير الفؤاد - الشيخ محمد بخيت الحنفي - الصفحة ١٢٦
الأنبياء يدفنون حيث يقبضون بعد اختلافهم في أين يدفن فلما روى لهم الحدث المذكور دفنوه هناك وهذا من الأمور المشهورة التي يعرفها كل أحد ولم يقل أحد إنهم دفنوه هناك للغرض الذي ذكره (قوله) وكان الصحابة والتابعون لما كانت الحجرة النبوية منفصلة عن المسجد لا يدخل أحد إلى عنده لا لصلاة هنالك ولا لمسح بالقبر ولا دعاء هناك فنقول إن هذا لا يدل على مقصوده ونحن نقول إن من أدب الزيارة ذلك وتنهى عن التمسح بالقبر والصلاة عنده على أن تلك ليس مما قام الاجماع عليه فقد روى أبو الحسين يحيى بن أبي الحسن بن جعفر بن عبيد الله الحسيني في كتاب أخبار المدينة قال حدثني عمر ابن خالد حدثنا أبو نباتة عن كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله بن حنظل قال أقبل مروان بن الحكم فإذا رجل ملتزم القبر فأخذ مروان برقبته ثم قال هل تدري ماذا تصنع فأقبل عليه فقال نعم إني لم آت الحجر ولم آت اللبن إنما جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله ولكن ابكوا عليه إذا وليه غير أهله قال المطلب وذلك الرجل أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه قلت وأبو نباتة يونس بن يحيى ومن فوقه ثقات وعمر بن خالد لم أعرفه فإن صح هذا الإسناد لم يكره مس جدار القبر وإنما أردنا بذكره القدح في القطع بكراهة ذلك (قوله) وكان السلف من الصحابة والتابعين إذا سلموا عليه وأرادوا الدعاء دعوا مستقبلي القبلة ولم يستقبلوا القبر هذا فيه اعتراف بدعاء السلف عند السلام وتركهم الدخول إلى الحجرة مبالغة في الأدب وتركهم استقبال القبر عند الدعاء إن صح لا يدل على إنكار الزيارة ولا على إنكار السفر لها (قوله) وأما وقت السلام عليه فقال أبو حنيفة رحمه الله يستقبل القبلة أيضا هو كذلك ذكره أبو الليث السمرقندي في الفتاوى عطفا على حكاية حكاها الحسن بن زياد عن أبي حنيفة رحمه الله وقال السروجي الحنفي يقف عندنا مستقبل القبلة قال الكرماني وعن أصحاب الشافعي
(١٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 ... » »»