تطهير الفؤاد - الشيخ محمد بخيت الحنفي - الصفحة ١٣١
في الشئ عن مالك فينظرون قدوم ابن وهب حتى يسألوه عنه وقال ابن بكير ابن وهب أفقه من ابن القاسم ولنا ههنا طرق (إحداها) الأخذ برواية ابن وهب فقط لرجحانها (الثانية) الاعتراف بالروايتين وإن هذا ليس من الاختلاف في حلال وحرام ولا في مكروه فإن استقبال القبلة حسن واستقبال القبر حسن (الثالثة) لو ثبت له ما زعمه من استقبال القبلة خاصة وعدم استقبال القبر عند الدعاء فأي شئ يلزم من ذلك وهل هذا إلا كما إذا قلت المصلي يستقبل القبلة ولا يستقبل القبر فهل لهذا مدخل في الزيارة (2) ولفظه من العوام ربا لنفسه عن هذا الكلام فضلا عن علماء الإسلام وقد طالعت عدة كتب من كتب المالكية فلم أر فيها عن أحد المنع من استقبال القبر في الدعاء ولا كراهة ذلك ولا أنه خلاف الأولى غير ما قدمته عن المبسوط وليس ذلك في أنه يدعو غير مستقبل كما ادعاه ابن تيمية والذي ادعى ابن تيمية أنه مذهب مالك ومذهب جميع العلماء وأنه إذا سلم مستقبل القبر وأراد الدعاء استدبر القبر ولأجله رد الحكاية المذكورة عنه لم نلقه في شئ من كتب المالكية ولا من كتب غيرهم وقد قدمت في الباب الرابع من كلام المالكية في الزيارة جملة وبقيت جملة أذكرها ههنا * قال أبو الحسن اللخمي في التبصرة في باب من جاء مكة ليلا أو بعد العصر أو الصبح ويبتدئ في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم بركعتين تحية المسجد قبل أن يأتي القبر ويسلم وهذا قول مالك وقال ابن حبيب يقول إذا دخل بسم الله وسلام على رسول الله يريد أنه يبتدئ بالسلام من موضعه ثم يركع ولو كان دخوله من الباب الذي بناحية القبر ومروره عليه فوقف فسلم ثم تمادى إلى موضع يصلي فيه لم يكن ضيقا انتهى كلام اللخمي * وقال ابن بشير المالكي في كتاب التنبيه على مبادي التوجيه في باب حكم دخول مكة وحكم الطواف والركوع والسعي والأولى لمن دخل المدينة الابتداء بالركوع في مسجده ثم ينصرف الداخل إلى القبر فيسلم على
(١٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 ... » »»