قدمنا عن كثير من كتب المالكية أنه يقف ويدعو ولم نر أحدا منهم قال بأنه إذا وقف عند القبر يستدبره ويدعو ولا يجعله إلى جانبه فكيف يحل لذي علم أن يدعي أن مذهب مالك بل مذهب جميع العلماء بخلاف الحكاية المذكورة ويجعل ذلك وسيلة إلى تكذيبها وتكذيب ناقليها بمجرد الوهم والخيال من غير دليل اقتضى له ذلك إلا مجرد شئ قام في نفسه وقد ذكر القاضي عياض إسنادها وهو إسناد جيد أما القاضي عياض فناهيك به نبلا وجلالة وثقة وأمانة وعلما ومجمعا عليه وشيخه أبو القاسم أحمد بن محمد بن أحمد بن مخلد بن عبد الرحمن ابن أحمد بن بقي بن مخلد من بيت العلم والجلالة ذكره ابن بشكوال وذكر شيوخه الذين سمع منهم ثم قال وكتب إليه أبو العباس العذري بالإجازة وشؤون؟ بالأحكام بقرطبة فصار صدر المفتين بها لسنه وتقدمه وهو من بيت علم ونباهة وفضل وصيانة وكان ذاكرا للمسائل والنوازل دريا بالفتوى بصيرا بنقد الشروط وعللها مقدما في معرفتها أخذ الناس عنه ولد في شعبان سنة ست وأربعين وأربعمائة وتوفي في سلخ سنة اثنين وثلاثين وخمسمائة " وذكر ابن بشكوال " أيضا أبا عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن علي بن سعيد بن عبد الله بن سيرين يكنى أبا عبد الله كان من أهل العلم والمعرفة والفهم عالما بالفروع والأصول واستقضى بإشبيلية وحمدت سيرته توفي سنة ثلاث وخمسمائة كتب إلى القاضي أبو الفضل بوفاته قلت والظاهر أنه الذي وصفه القاضي عياض بالأشعري وشيخهم أبو العباس أحمد بن عمر بن أنس بن دلهات العدوي قال أبو القاسم خلف بن عبد الملك بن مسعود بن موسى بن بشكوال رحل إلى المشرق مع أبويه سنة سبع وأربعمائة ووصلوا إلى بيت الله الحرام في شهر رمضان سنة ثمان وجاوروا أعواما وانصرف عن مكة سنة ست عشرة فسمع بالحجاز سماعا كثيرا وصحب الشيخ الحافظ
(١٢٩)