المؤمنين الطيبات الطاهرات. وكان زواجه بها تعويضا لها عن منزلة أبيها في قومها، ودعوة مفتوحة لمن أراد من اليهود أن يتبع الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل، وقد كانوا يعرفونه كما يعرفون أبناءهم، وتخفيفا من عداواتهم، وإطفاء لنيران أحقادهم لعلهم يتبعون النبي الذي كانوا معه على ميعاد كما وصف الله تعالى حالهم بقوله: ﴿وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين﴾ (1).
ثم تزوج ميمونة بنت الحارث الهلالية، وكانت قد تألمت من زوجها وهي في السادسة والعشرين من عمرها، تزوجها بعد عودته من عمرة القضاء في التنعيم في السنة السابعة للهجرة، وهي خالة عبد الله بن عباس وخالد بن الوليد، وخالة أولاد جعفر الطيار، وأخت أم المؤمنين زينب بنت خزيمة لأمها، فهي جديرة بهذا التكريم العظيم، وهي آخر من تزوج من النساء.
ومما هو جدير بالتنويه في هذا السياق أيضا التذكير بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد تزوج نساءه قبل أن ينزل القرآن بتحديد الأزواج بأربع، فلما نزل لم يؤمر بتطليق، بل نزل القرآن الكريم بالنص على حلهن له بلا حرج: (يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم وما ملكت أيمانهم لكيلا يكون عليك حرج وكان الله غفورا رحيما) (2).
إن بقاء أزواجه التسع خصوصية من خصوصياته، وخصوصية لنسائه،