أما من تزوج من النساء بعد خديجة رضي الله عنها فإن لكل واحدة منهن داعيا دعاه للزواج بها.
فقد تزوج بعدها سودة بنت زمعة رضي الله عنها، وكانت من السابقات إلى الإسلام، ثم هاجرت مع زوجها السكران بن عمرو إلى الحبشة، ومات زوجها هناك، وكانت امرأة مسنة ضخمة الجسم قليلة الحسن، لا يطمع بها الرجال، فكان زواجه بها أسى لجرحها في ترملها وعودتها من الحبشة، وكانت ابنة خاله الأعلى من جهة جده عبد المطلب.
ثم تزوج عائشة ابنة أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، وكانت البكر الوحيدة التي تزوجها من بين نسائه جميعا، وكان زواجه بها تكريما لوالدها الصديق، وتوثيقا لعرى الصداقة بينهما، واعترافا بفضله وسبقه وصدقه وتضحياته الكبيرة التي قدمها في سبيل الله. ولم يكن أحد أسعد بهذا الزواج من عائشة التي صارت سيدة أمهات المؤمنين، وأبيها الذي زاد هذا الزواج أواصر الحب والصلة برسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بلغ من ذلك أعلى المنازل في هذه الأمة.
ثم تزوج حفصة بنت عمر رضي الله عنهما بعد أن استشهد زوجها خنيس بن حذافة في معركة أحد، وقد رأينا كيف عرضها عمر على أبي بكر وعثمان فلم يجيباه (1)، وكيف شكا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: يتزوج حفصة من هو خير منهما، ثم خطبها تطييبا لخاطره، ومساواة منه بين أعظم رجلين في هذه الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجبرا لخاطر حفصة المهاجرة المترملة.
ثم تزوج زينب بنت خزيمة وكان زوجها عبيدة بن الحارث أحد المبارزين الثلاثة الذين بدأت بهم معركة في بدر فأصيب بجرح ومات على أثره وقد ماتت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم بعد ثمانية أشهر من زواجها.
- ثم تزوج أم سلمة وكان زوجها أبو سلمة - وهو ابن عمة النبي صلى الله عليه وسلم - وقد