هاجر بها إلى الحبشة، ثم هاجر إلى المدينة!، واشترك أبو سلمة في بدر وأحد ومات على أثر جرح نكأ عليه بعد أحد، وقد تحملت أم سلمة في هجرتيها وفي وفاة زوجها أبي سلمة في مهجرها من الضر والحزن ما حمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على خطبتها وكان لأبي سلمة أولاد فضمهم النبي إلى عياله، وفاء لابن عمته وأخيه في الرضاع أبي سلمة، وتكريما لهذه المرأة العظيمة ذات النسب العريق والمجد المؤثل، والتضحيات الكبرى في الهجرة والصبر على الأذى، والترمل في الغربة.
ثم تزوج صلى الله عليه وسلم ابنة عمته زينب بنت جحش على ما رأينا من قصتها مع زيد بن حارثة حب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومولاه، وتزويج الله لها بنبيه إبطالا لعادة الجاهلية في تحريم زوجة ابن المتبني على أبيه!!
ثم تزوج جويرية بنت الحارث المصطلقية، وكانت من سبايا المسلمين، فأعتقها صلى الله عليه وسلم، ثم جاء أبوها أحد زعماء بني المصطلق فخطبها منه، وتزوجها لتوثيق صلته بزعماء القبائل، وقد رأينا كيف كان عتقه لها سببا في عتق كل سبايا قومها تأسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم، كما كان ذلك تعليما للمسلمين، وبركة على بني المصطلق، الذين أسلموا جميعا.
ثم تزوج حبيبة بنت أبي سفيان بعد عودتها من الحبشة، وكانت قد هاجرت إليها مع زوجها عبيد الله بن جحش، ثم ارتد زوجها عن الإسلام، ومات في الحبشة، وكان زواجه بها تكريما لها، وجبرا لخاطرها، وصلة قربى بزعيم مكة، خففت من عداوته، وتألف بها قلبه فلم يرفع بعد ذلك سيفا حتى دخل الإيمان قلبه غداة الفتح، فصار بعد ذلك من كبار المجاهدين في سبيل الله، وأصحاب الرأي والقيادة لنصرة دين الله، ومعه أبناؤه الأبطال في اليرموك وما تلاها من معارك فتح الشام.
ثم تزوج صفية بنت حيي بن أخطب أحد زعماء اليهود، وكانت في سبي خيبر، فأعتقها وتزوجها فأسلمت، وصارت إحدى أمهات