نشأ ذا حشمة وسكينة، محببا إلى الناس، عف اللسان لم يسمع منه فحش قط، فصيحا بليغا طلق اللسان، ورث البلاغة والفصاحة عن جده وعن أمه وأبيه.
وكان كثير الزواج والطلاق من كثرة ما يعرض عليه الناس المصاهرة رغبة منهم في أن يتصل نسبهم بنسب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لقد صعد أبوه إلى المنبر في الكوفة يوما وقال: " يا أهل الكوفة لا تزوجوا الحسن فإنه مطلاق ". فقام رجل من همدان وقال: والله لنزوجنه فمن رضي أمسك وكن كره طلق (1).
" وكان في تكرمه لا يشارك في دعوى، ولا يدخل في مراء، ولا يدلي بحجة حتى لا يرى قاضيا، وكان يقول ما يفعل، ويفعل ما يقول، ولا يغفل عن إخوانه، و. لا يستأثر بشئ دونهم، ولا يلوم أحدا فيما يقع العذر في مثله، وإذا ابتدأه أمران لا يدري أيهما أقرب إلى الحق نظر فيما هو أقرب إلى هواه فخالفه ". ويكفيه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد روى أبو بكرة. قال: فيما أخرجه البخاري: (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر والحسن بن علي معه وهو يقبل على الناس مرة وعليه مرة ويقول " إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين " (2) وقال فلما ولي لم يهرق في خلافته محجمة من دم).