شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ١٥٧
بدل الإضافة اي كل كائن محدث من عند الله اي بقضائه وقدره وارادته ومشيئته وتكوينه وسيأتي الكلام على ذلك في موضعه إن شاء الله تعالى قوله وان محمدا عبده المصطفى ونبيه المجتبى ورسوله المرتضى ش الاصطفاء والاجتباء والارتضاء متقارب المعنى واعلم أن كمال المخلوق في تحقيق عبوديته لله تعالى وكلما ازداد العبد تحقيقا للعبودية ازداد كماله وعلت درجته ومن توهم ان المخلوق يخرج عن العبودية بوجه من الوجوه وأن الخروج عنها أكمل فهو من اجل الخلق وأضلهم قال تعالى * (وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون) * إلى غير ذلك من الآيات وذكر الله نبيه صلى الله عليه وسلم باسم العبد في اشرف المقامات فقال في ذكر * (سبحان الذي أسرى بعبده) * وقال تعالى * (وأنه لما قام عبد الله يدعوه) * وقال تعالى * (فأوحى إلى عبده ما أوحى) * وقال تعالى * (وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا) * وبذلك استحق التقديم على الناس في الدنيا والآخرة ولذلك يقول المسيح عليه السلام يوم القيامة إذا طلبوا منه الشفاعة بعد الأنبياء عليهم السلام اذهبوا إلى محمد عبد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فحصلت له تلك المرتبة بتكميل عبوديته لله تعالى وقوله وإن محمدا بكسر الهمزة عطفا على قوله ان الله واحد لا شريك له لان الكل معمول القول أعني قوله تقول في توحيد الله
(١٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 ... » »»