شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ١٤٦
ويعمى عن تمام الآية وهو قوله * (وهو السميع البصير) * حتى أفضى هذا الضلال ببعضهم وهو أحمد بن أبي دؤاد القاضي إلى أن أشار على الخليفة المأمون أن يكتب على ستر الكعبة ليس كمثله شيء وهو العزيز الحكيم حرف كلام الله لينفي وصفه تعالى بأنه السميع البصير كما قال الضال الآخر جهم بن صفوان وددت أني أحك من المصحف قوله تعالى * (ثم استوى على العرش) * فنسأل الله العظيم السميع البصير أن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة بمنه وكرمه وفي اعراب كمثله وجوه أحدهما أن الكاف صلة زيدت للتأكيد قال أوس بن حجر * ليس كمثل الفتى زهير * خلق يوازيه في الفضائل * وقال آخر ما أن كمثلهم في الناس من بشر وقال آخر ومثلي كمثل جذوع النخيل فيكون مثله خبر ليس واسمها شيء وهذا وجه قوي حسن تعرف العرب معناه في لغتها ولا يخفى عنها إذا خوطبت به وقد جاء عن العرب أيضا زيادة الكاف للتأكيد في قول بعضهم وصاليات ككمايؤثفين وقول الآخر فأصبحت مثل كعصف مأكول
(١٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 ... » »»