شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ١٥٣
قوله وكل شيء يجري بتقديره ومشيئته ومشيئته تنفذ لا مشيئة للعباد الا ما شاء لهم فما شاء لهم كان وما لم يشأ لم يكن ش قال تعالى * (وما تشاؤون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما) * وقال * (وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين) * وقال تعالى * (ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله) * وقال تعالى * (ولو شاء ربك ما فعلوه) * وقال تعالى * (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا) * وقال تعالى * (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء) * وقال تعالى حكاية عن نوح عليه السلام إذ قال لقومه * (ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم) * وقال تعالى * (من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم) * إلى غير ذلك من الأدلة على أنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وكيف يكون في ملكه ما لا يشاء ومن أضل سبيلا وأكفر ممن يزعم أن الله شاء الايمان من الكافر والكافر شاء الكفر فغلبت مشيئة الكافر مشيئة الله تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا فان قيل يشكل على هذا قوله تعالى * (سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا) * الآية وقوله تعالى * (وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء) * الآية وقوله تعالى * (وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم ما لهم بذلك من علم إن هم إلا يخرصون) * فقد ذمهم الله تعالى حيث جعلوا الشرك كائنا منهم بمشيئة الله وكذلك ذم إبليس حيث أضاف الاغواء إلى الله تعالى إذ قال * (رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين) *
(١٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 ... » »»