* (يمحو الله ما يشاء ويثبت) * أي من ذلك الكتاب * (وعنده أم الكتاب) * أي أصله وهو اللوح المحفوظ وقيل يمحو الله ما يشاء من الشرائع وينسخه ويثبت ما يشاء فلا ينسخه والسياق أدل على هذا الوجه من الوجه الأول وهو قوله تعالى * (وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله لكل أجل كتاب) * فأخبر تعالى ان الرسول لا يأتي بالآيات من قبل نفسه بل من عند الله ثم قال * (لكل أجل كتاب يمحو الله ما يشاء ويثبت) * أي أن الشرائع لها أجل وغاية تنتهي إليها ثم تنسخ بالشريعة الأخرى فينسخ الله ما يشاء من الشرائع عندانقضاء الاجل ويثبت ما يشاء وفي الآية أقوال أخرى والله أعلم بالصواب قوله ولم يخف عليه شيء قبل أن يخلقهم وعلم ما هم عاملون قبل أن يخلقهم ش فإنه سبحانه يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن أن لو كان كيف يكون كما قال تعالى * (ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه) * وان كان يعلم أنهم لا يردون ولكن اخبر أنهم لو ردوا لعادو كما قال تعالى * (ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون) * وفي ذلك رد على الرافضة والقدرية والذين قالوا إنه لا يعلم الشيء قبل أن يخلقه ويوجده وهي من فروع مسألة القدر وسيأتي لها زيادة بيان إن شاء الله تعالى قوله وأمرهم بطاعته ونهاهم عن معصيته ش ذكر الشيخ الأمر والنهي بعد ذكره الخلق والقدر إشارة إلى أن الله تعالى خلق الخلق لعبادته كما قال تعالى * (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) * وقال تعالى * (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا) *
(١٥٢)