شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ١٥٦
صلى الله عليه وسلم بين الطريق لمن أحب وأبغض وقوله تعالى * (ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها) * * (يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء) * ولو كان الهدى من الله البيان وهو عام في كل نفس لما صح التقييد بالمشيئة وكذلك قوله تعالى * (ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين) * وقوله * (من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم) * قوله وكلهم يتقلبون في مشيئته بين فضله وعدله ش فإنهم كما قال تعالى * (هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن) * فمن هداه الله إلى الأيمان فبفضله وله الحمد ومن أضله فبعدله وله الحمد وسيأتي لهذا المعنى زيادة ايضاح إن شاء الله تعالى فان الشيخ رحمه الله لم يجمع الكلام في القدر في مكان واحد بل فرقة فأتيت به على ترتيبه قوله وهو متعال عن الاضداد والأنداد ش الضد المخالف والند المثل فهو سبحانه لا معارض له بل ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ولا مثل له كما قال تعالى * (ولم يكن له كفوا أحد) * ويشير الشيخ رحمه الله بنفي الضد والند إلى الرد على المعتزلة في زعمهم ان العبد يخلق فعله قوله لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه ولا غالب لامره ش أي لا يرد قضاء الله راد ولا يعقب اي لا يؤخر حكمه مؤخر ولا يغلب أمره غالب بل هو الله الواحد القهار قوله أمنا بذلك كله وأيقنا ان كلا من عنده ش اما الايمان فسيأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى والايقان والاستقرار من قر الماء في الحوض إذا استقر والتنوين في كلا
(١٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 ... » »»