شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ١٤٩
قال قدر الله مقادير الخلق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء قوله وضرب لهم آجالا ش يعني أن الله سبحانه وتعالى قدر آجال الخلائق بحيث إذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون قال تعالى * (فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) * وقال تعالى * (وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا) * وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود قال قالت أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي عنها اللهم أمتعني بزوجي رسول الله وبأبي سفيان وبأخي معاوية قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد سالت الله لآجال مضروبة وأيام معدودة وارزاق مقسومة لن يعجل شيئا قبل أجله ولن يؤخر شيئا عن أجله ولو كنت سألت الله أن يعيذك من عذاب في النار وعذاب في القبر كان خيرا وأفضل فالمقتول ميت بأجله فعلم الله تعالى وقدر وقضي ان هذا يموت بسبب المرض وهذا بسبب القتل وهذا بسبب الهدم وهذا بسبب الحرق وهذا بالغرق إلى غير ذلك من الأسباب والله سبحانه خلق الموت والحياة وخلق سبب الموت والحياة وعند المعتزلة المقتول مقطوع عليه أجله ولو لم يقتل لعاش إلى أجله فكأن له أجلان وهذا باطل لأنه لا يليق أن ينسب إلى الله تعالى أنه جعل له اجلا يعلم أنه لا يعيش اليه البتة أو يجعل أجله أحد الامرين كفعل الجاهل بالعواقب ووجوب القصاص والضمان على القاتل لارتكابه المنهي عنه ومباشرته
(١٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 ... » »»