شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ١٤٢
قوله له معنى الربوبية ولا مربوب ومعنى الخالق ولا مخلوق ش يعني أن الله تعالى موصوف بأنه الرب قبل أن يوجد مربوب وموصوف بأنه خالق قبل أن يوجد مخلوق قال بعض المشايخ الشارحين وانما قال له معنى الربوبية ومعنى الخالق دون الخالقية لان الخالق هو المخرج للشيء من العدم إلى الوجود لا غير والرب يقتضي معاني كثيرة وهي الملك والحفظ والتدبير والتربية وهي تبليغ الشيء كماله بالتدريج فلا جرم أتى بلفظ يشمل هذه المعاني وهي الربوبية انتهى وفيه نظر لان الخلق يكون بمعنى التقدير أيضا قوله وكما أنه محبي الموتى بعد ما أحيا استحق هذا الاسم قبل احيائهم كذلك استحق اسم الخالق قبل انشائهم ش يعني أنه سبحانه وتعالى موصوف بأنه محيي الموتى قبل احيائهم فكذلك يوصف بأنه خالق قبل خلقهم الزاما للمعتزلة ومن قال بقولهم كما حكينا عنهم فيما تقدم وتقدم تقرير انه تعالى لم يزل يفعل ما يشاء قوله ذلك بأنه على كل شئ قدير وكل شئ اليه فقير وكل امر عليه يسير لا يحتاج إلى شيء ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ش ذلك إشارة إلى ثبوت صفاته في الأزل قبل خلقه والكلام على كل وشمولها وشمول كل في كل مقام بحسب ما يحتف به من القرائن يأتي في مسألة الكلام إن شاء الله تعالى وقد حرفت المعتزلة المعنى المفهوم من قوله تعالى * (والله على كل شيء قدير) * فقالوا انه قادر على كل ما هو مقدور له وأما نفس أفعال العباد فلا يقدر عليها عندهم وتنازعوا هل يقدر على مثلها أم لا ولو كان المعنى على ما قالوا لكان هذا بمنزلة أن يقال هو عالم بكل ما يعلمه وخالق لكل ما يخلقه ونحو ذلك من العبارات التي لا
(١٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 ... » »»