شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ٦٨
ومن حكم به عدل ومن دعا اليه هدي إلى صراط مستقيم إلى غير ذلك من الآيات والآحاديث الدالة على مثل هذا المعنى ولا يقبل الله من الأولين والآخرين دينا يدينون به الا أن يكون موافقا لدينه الذي شرعه على ألسنة رسله عليهم السلام وقد نزه الله تعالى نفسه عما يصفه العباد الا ما وصفه به المرسلون بقوله سبحانه * (سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين) * الصافات 180182 فنزه نفسه سبحانه عما يصفه به الكافرون ثم سلم على المرسلين لسلامة ما وصفوه به من النقائص والعيوب ثم حمد نفسه على تفرده بالأوصاف التي يستحق عليها كمال الحمد ومضى على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم خير القرون وهم الصحابة والتابعون لهم بإحسان يوصي به الأول والآخر ويقتدي فيه اللاحق بالسابق وهم في ذلك كله بنبيهم محمد صلى الله عليه وسلم مقتدون وعلى منهاجه سالكون كما قال تعالى في كتابه العزيز * (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني) * يوسف 108 فإن كان قوله * (ومن اتبعني) * معطوفا على الضمير في * (أدعو) * فهو دليل على أن أتباعه هم الدعاة إلى الله وان كان معطوفا على الضمير المنفصل فهو صريح أن أتباعه هم أهل البصيرة فما جاء به دون غيرهم وكلا المعنيين حق
(٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 ... » »»