شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ٥٠٥
حتى يموت والمراد الضرب الشديد وليس هذا عذرا فلو لم يأمر العباد إلا بما يهوونه لفسدت السماوات والأرض قال تعالى * (ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن) * وقوله ولا يطيقون إلا ما كلفهم به إلى آخر كلامه أي ولا يطيقون إلا ما أقدرهم عليه وهذه الطاقة هي التي من نحو التوفيق لا التي من جهة الصحة والوسع والتمكن وسلامة الآلات ولا حول ولا قوة الا بالله دليل على اثبات القدر وقد فسرها الشيخ بعدها ولكن في كلام الشيخ إشكال فإن التكليف لا يستعمل بمعنى الإقدار وإنما يستعمل بمعنى الأمر والنهي وهو قد قال لا يكلفهم إلا ما يطيقون ولا يطيقون إلا ما كلفهم وظاهره أنه يرجع إلى معنى واحد ولا يصح ذلك لأنهم يطيقون فوق ما كلفهم به لكنه سبحانه يريد بعباده اليسر والتخفيف كما قال تعالى * (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) * وقال تعالى * (يريد الله أن يخفف عنكم) * وقال تعالى * (وما جعل عليكم في الدين من حرج) * فلو زاد فيما كلفنا به لأطقناه ولكنه تفضل علينا ورحمنا وخفف عنا ولم يجعل علينا في الدين من حرج ويجاب عن هذا الإشكال بما تقدم أن المراد الطاقة التي من نحو التوفيق لا من جهة التمكن وسلامة الآلات ففي العبارة قلق فتأمله وقوله وكل شيء يجري بمشيئة الله وعلمه وقضائه وقدره يريد بقضائه القضاء الكوني لا الشرعي فإن القضاء يكون كونيا وشرعيا وكذلك الإرادة والأمر والإذن والكتاب والحكم والتحريم والكلمات ونحو ذلك أما القضاء الكوني ففي قوله تعالى * (فقضاهن سبع سماوات في يومين) * والقضاء
(٥٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 500 501 502 503 504 505 506 507 508 509 510 ... » »»