التحريم الكوني ففي قوله تعالى * (قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض) * * (وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون) * والتحريم الشرعي في قوله * (حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير) * و * (حرمت عليكم أمهاتكم) * وأما الكلمات الكونية ففي قوله تعالى * (وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا) * وفي قوله صلى الله عليه وسلم أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر والكلمات الشرعية الدينية في قوله تعالى * (وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن) * وقوله يفعل ما يشاء وهو غير ظالم أبدا الذي دل عليه القرآن من تنزيه الله نفسه عن ظلم العباد يقتضي قولا وسطا بين قولي القدرية والجبرية فليس ما كان من بني آدم ظلما وقبيحا يكون منه ظلما وقبيحا كما تقوله القدرية والمعتزلة ونحوهم فإن ذلك تمثيل لله بخلقه وقياس له عليهم هو الرب الغني القادر وهم العباد الفقراء المقهورون وليس الظلم عبارة عن الممتنع الذي لا يدخل تحت القدرة كما يقوله من يقوله من المتكلمين وغيرهم يقولون إنه يمتنع أن يكون في الممكن المقدور ظلم بل كان ما كان ممكنا فهو منه لو فعله عدل إذ الظلم لا يكون إلا من مأمور من غيره منهي والله ليس كذلك فإن قوله تعالى * (ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما) * وقوله تعالى * (ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد) * وقوله تعالى * (وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين) * وقوله تعالى * (ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا) *
(٥٠٧)