شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ٤٧١
واختلف المفسرون في المراد بالورود المذكور في قوله تعالى * (وإن منكم إلا واردها) * ما هو والأظهر والأقوى أنه المرور على الصراط قال تعالى * (ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا) * وفي الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده لا يلج النار أحد بايع تحت الشجرة قالت حفصة فقلت يا رسول الله أليس الله يقول * (وإن منكم إلا واردها) * فقال ألم تسمعيه قال * (ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا) * أشار صلى الله عليه وسلم إلى أن ورود النار لا يستلزم دخولها وأن النجاة من الشر لا تستلزم حصوله بل تستلزم انعقاد سببه فمن طلبه عدوه ليهلكوه ولم يتمكنوا منه يقال نجاه الله منهم ولهذا قال تعالى * (ولما جاء أمرنا نجينا هودا) * * (فلما جاء أمرنا نجينا صالحا) * * (ولما جاء أمرنا نجينا شعيبا) * ولم يكن العذاب أصابهم ولكن أصاب غيرهم ولولا ما خصهم الله به من أسباب النجاة لأصابهم ما أصاب أولئك وكذلك حال الوارد في النار يمرون فوقها على الصراط ثم ينجي الله الذين اتقوا ويذر الظالمين فيها جثيا فقد بين صلى الله عليه وسلم في حديث جابر المذكور أن الورود هو الورود على الصراط وروى الحافظ أبو نصر الوائلي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال صلى الله عليه وسلم علم الناس سنتي وإن كرهوا ذلك وإن أحببت أن لا توقف على الصراط طرفة عين حتى تدخل الجنة فلا
(٤٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 466 467 468 469 470 471 472 473 474 475 476 ... » »»