شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ٤٦٩
الدنيا عن ابن المبارك أنه أنشد في ذلك شعرا * وطارت الصحف في الأيدي منشرة * فيها السرائر والأخبار تطلع * فكيف سهوك والأنباء واقعة * عما قليل ولا تدري بما تقع * أفي الجنان وفوز لا انقطاع له * أم الجحيم فلا تبقي ولا تدع * تهوى بساكنها طورا وترفعهم * إذا رجوا مخرجا من غمها قمعوا * طال البكاء فلم يرحم تضرعهم * فيها ولا رقية تغني ولا جزع * لينفع العلم قبل الموت عالمه * قد سأل قوم بها الرجعى فما رجعوا * قوله والصراط أي ونؤمن بالصراط وهو جسر على جهنم إذا انتهى الناس بعد مفارقتهم مكان الموقف إلى الظلمة التي دون الصراط كما قالت عائشة رضي الله عنها إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أين الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات فقال هم في الظلمة دون الجسر وفي هذا الموضع يفترق المنافقون على المؤمنين ويتخلفون عنهم ويسبقهم المؤمنون ويحال بينهم بسور يمنعهم من الوصول إليهم وروى البيهقي بسنده عن مسروق عن عبد الله قال يجمع الله الناس يوم القيامة إلى أن قال فيعطون نورهم على قدر أعمالهم وقال فمنهم من يعطى نوره مثل الجبل بين يديه ومنهم من يعطى نوره فوق ذلك ومنهم من يعطى نوره مثل النخلة بيمينه ومنهم من يعطى دون ذلك بيمينه حتى يكون آخر من يعطى نوره على إبهام قدمه يضيء مرة ويطفأ مرة إذا أضاء قدم قدمه وإذا طفىء قام قال فيمر ويمرون على الصراط والصراط كحد السيف دحض مزلة فيقال لهم امضوا على
(٤٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 464 465 466 467 468 469 470 471 472 473 474 ... » »»