شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ٤٧٦
وقوله والجنة والنار مخلوقتان لا تفنيان أبدا ولا تبيدان فان الله تعالى خلق الجنة والنار قبل الخلق وخلق لهما اهلا فمن شاء منهم إلى الجنة فضلا منه ومن شاء منهم إلى النار عدلا منه وكل يعمل لما قد فرغ له وصائر إلى ما خلق له والخير والشر مقدران على العباد ش أما قوله إن الجنة والنار مخلوقتان فاتفق أهل السنة على أن الجنة والنار مخلوقتان موجودتان الآن ولم يزل أهل السنة على ذلك حتى نبغت نابغة من المعتزلة والقدرية فأنكرت ذلك وقالت بل ينشئهما الله يوم القيامة وحملهم على ذلك أصلهم الفاسد الذي وضعوا به شريعة لما يفعله الله وأنه ينبغي أن يفعل كذا ولا ينبغي له أن يفعل كذا وقاسوه على خلقه في أفعالهم فهم مشبهة في الأفعال ودخل التجهم فيهم فصاروا مع ذلك معطلة وقالوا خلق الجنة قبل الجزاء عبث لأنها تصير معطلة مددا متطاولة فردوا من النصوص ما خالف هذه الشريعة الباطلة التي وضعوها للرب تعالى وحرفوا النصوص عن مواضعها وضللوا وبدعوا من خالف شريعتهم فمن نصوص الكتاب قوله تعالى عن الجنة * (أعدت للمتقين) * * (أعدت للذين آمنوا بالله ورسله) * وعن النار * (أعدت للكافرين) * * (إن جهنم كانت مرصادا للطاغين مآبا) * وقال تعالى * (ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى) * وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم سدرة المنتهى ورأى عندها جنة المأوى كما في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه في قصة الإسراء وفي آخره ثم انطلق بي جبرائيل حتى أتى سدرة المنتهى فغشيها ألوان لا أدري ما هي قال ثم دخلت الجنة فإذا هي جنابذة اللؤلؤ وإذا ترابها المسك وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر
(٤٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 471 472 473 474 475 476 477 478 479 480 481 ... » »»