شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ٣٢٤
احتجاجا على مبطل كما في قول يوسف الصديق عليه السلام * (أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار) * وقوله تعالى * (آلله خير أما يشركون) * * (والله خير وأبقى) * وإنما يثبت هذا المعنى من الفوقية في ضمن ثبوت الفوقية المطلقة من كل وجه فله سبحانه وتعالى فوقية القهر وفوقية القدر وفوقية الذات ومن أثبت البعض ونفي البعض فقد تنقص وعلوه تعالى مطلق من كل الوجوه فإن قالوا بل علو المكانة لا المكان فالمكانة تأنيث المكان والمنزلة تأنيث المنزل فلفظ المكانة والمنزلة تستعمل في المكانات النفسانية والروحانية كما يستعمل لفظ المكان والمنزل في الأمكنة الجسمانية فإذا قيل لك في قلوبنا منزلة ومنزلة فلان في قلوبنا وفي نفوسنا أعظم من منزلة فلان كما جاء في الأثر إذا أحب أحدكم أن يعرف كيف منزلته عند الله فلينظر كيف منزلة الله في قلبه فإن الله ينزل العبد من نفسه حيث أنزله العبد من قلبه فقوله منزلة الله في قلبه هو ما يكون في قلبه من معرفة الله ومحبته وتعظيمه وغير ذلك فإذا عرف ان المكانة والمنزلة تأنيث المكان والمنزل والمؤنث فرع على المذكر في اللفظ والمعنى وتابع له فعلو المثل الذي يكون في الذهن يتبع علو الحقيقة إذا كان مطابقا كان حقا وإلا كان باطلا فإن قيل المراد علوه في القلوب وأنه أعلى في القلوب من كل شيء قيل وكذلك هو وهذا العلو مطابق لعلوه في
(٣٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 319 320 321 322 323 324 325 326 327 328 329 ... » »»