شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ٣٢٠
بالحق * (حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيها يفرق كل أمر حكيم أمرا من عندنا إنا كنا مرسلين) * الثامن التصريح باختصاص بعض المخلوقات بأنها عنده وأن بعضها أقرب اليه من بعض كقوله * (إن الذين عند ربك) * * (وله من في السماوات والأرض ومن عنده) * ففرق بين من له عموما وبين من عنده من ملائكته وعبيده خصوصا وقول النبي صلى الله عليه وسلم في الكتاب الذي كتبه الرب تعالى على نفسه أنه عنده فوق العرش التاسع التصريح بأنه تعالى في السماء وهذا عند المفسرين من أهل السنة على أحد وجهين إما أن تكون في بمعنى على وإما أن يراد بالسماء العلو لا يختلفون في ذلك ولا يجوز الحمل على غيره العاشر التصريح بالاستواء مقرونا بأداة على مختصا بالعرش الذي هو أعلى المخلوقات مصاحبا في الأكثر لأداة ثم الدالة على الترتيب والمهلة الحادي عشر التصريح برفع الأيدي إلى الله تعالى كقوله صلى الله عليه وسلم إن الله يستحيي من عبده إذا رفع اليه يديه أن يردهما صفرا والقول بأن العلو قبلة الدعاء فقط باطل بالضرورة والفطرة وهذا يجده من نفسه كل داع كما يأتي إن شاء الله تعالى الثاني عشر التصريح بنزوله كل ليلة إلى سماء الدنيا والنزول المعقول عند جميع الأمم إنما يكون من علو إلى سفل الثالث عشر الإشارة اليه حسا إلى العلو كما أشار اليه من هو أعلم بربه وبما يجب له
(٣٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 315 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 ... » »»