محمدي السابع عشر إخباره صلى الله عليه وسلم أنه تردد بين موسى عليه السلام وبين ربه ليلة المعراج بسبب تخفيف الصلاة فيصعد إلى ربه ثم يعود إلى موسى عدة مرار الثامن عشر النصوص الدالة على رؤية أهل الجنة له تعالى من الكتاب والسنة وإخبار النبي صلى الله عليه وسلم أنهم يرونه كرؤية الشمس والقمر ليلة البدر ليس دونه سحاب فلا يرونه إلا من فوقهم كما قال صلى الله عليه وسلم بينا أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع لهم نور فرفعوا رؤوسهم فإذا الجبار جل جلاله قد أشرف عليهم من فوقهم وقال يا أهل الجنة سلام عليكم ثم قرأ قوله تعالى * (سلام قولا من رب رحيم) * ثم يتوارى عنهم وتبقى رحمته وبركته عليهم في ديارهم رواه الإمام أحمد في المسند وغيره من حديث جابر رضي الله عنه ولا يتم إنكار الفوقية إلا بإنكار الرؤية ولهذا طرد الجهمية الشقين وصدق أهل السنة بالأمرين معا وأقروا بهما وصار من أثبت الرؤية ونفي العلو مذبذبا بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء وهذه الأنواع من الأدلة لو بسطت افرادها لبلغت نحو ألف دليل فعلى المتأول أن يجيب عن ذلك كله وهيهات له بجواب صحيح عن بعض ذلك وكلام السلف في إثبات صفة العلو كثير جدا فمنه ما روى شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري في كتابه الفاروق بسنده إلى مطيع البلخي أنه سأل أبا حنيفة عمن قال لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض فقال قد كفر لأن الله يقول * (الرحمن على العرش استوى) * وعرشه فوق سبع سماواته قلت فإن قال إنه على العرش
(٣٢٢)