ما يفعله المضطر والمستغيث بالله كما فطر على أنه إذا مسه الضر يدعو الله مع أن أمر القبلة مما يقبل النسخ والتحويل كما تحولت القبلة من الصخرة إلى الكعبة وأمر التوجه في الدعاء إلى الجهة العلوية مركوز في الفطر والمستقبل للكعبة يعلم أن الله تعالى ليس هناك بخلاف الداعي فإنه يتوجه إلى ربه وخالقه ويرجو الرحمة أن تنزل من عنده وأما النقض بوضع الجبهة فما أفسده من نقض فإن واضع الجبهة إنما قصده الخضوع لمن فوقه بالذل له لا أن يميل اليه إذ هو تحته هذا لا يخطر في قلب ساجد لكن يحكى عن بشر المريسي انه سمع وهو يقول في سجوده سبحان ربي الأسفل تعالى الله عما يقول الظالمون والجاحدون علوا كبيرا وإن من أفضى به النفي إلى هذه الحال حري أن يتزندق إن لم يتداركه الله برحمته وبعيد من مثله الصلاح قال تعالى * (ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة) * وقال تعالى * (فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم) * فمن لم يطلب الاهتداء من مظانه يعاقب بالحرمان نسال الله العفو والعافية وقوله وقد أعجز عن الإحاطة خلقه أي لا يحيطون به علما ولا رؤية ولا غير ذلك من وجوه الإحاطة بل هو سبحانه محيط بكل شيء ولا يحيط به شيء قوله ونقول ان الله اتخذ إبراهيم خليلا وكلم الله موسى تكليما ايمانا وتصديقا وتسليما ش قال الله تعالى * (واتخذ الله إبراهيم خليلا) * وقال تعالى * (وكلم الله موسى تكليما) * الخلة كمال المحبة وأنكرت الجهمية حقيقة المحبة من الجانبين زعما منهم أن المحبة لا تكون إلا لمناسبة بين المحب والمحبوب وانه لا مناسبة بين القديم
(٣٢٨)