والزيادة هي النظر إلى وجهه الكريم فسرها بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة من بعده كما روى مسلم في صحيحه عن صهيب قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم * (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) * قال إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار نادى مناد يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجز كموه فيقولون ما هو ألم يثقل موازيننا ويبيض وجوهنا ويدخلنا الجنة ويجرنا من النار فيكشف الحجاب فينظرون اليه فما أعطاهم شيئا أحب إليهم من النظر اليه وهي الزيادة ورواه غيره بأسانيد متعددة وألفاظ أخر معناها أن الزيادة النظر إلى وجه الله عز وجل وكذلك فسرها الصحابة رضي الله عنهم روى ابن جرير ذلك عن جماعة منهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه وحذيفة وأبو موسى الأشعري وابن عباس رضي الله عنهم وقال تعالى * (كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون) * احتج الشافعي رحمه الله وغيره من الأئمة بهذه الآية على الرؤية لأهل الجنة ذكر ذلك الطبري وغيره عن المزني عن الشافعي وقال الحاكم حدثنا الأصم حدثنا الربيع بن سليمان قال حضرت محمد إدريس الشافعي وقد جاءته رقعة من الصعيد فيها ما تقول في قول الله عز وجل * (كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون) * فقال الشافعي لما أن حجب هؤلاء في السخط كان في هذا دليل على أن أولياءه يرونه في الرضى وأما استدلال المعتزلة بقوله تعالى * (لن تراني) * وبقوله تعالى * (لا تدركه الأبصار) * فالآيتان دليل عليهم أما الآية الأولى فالاستدلال منها على ثبوت رؤيته من وجوه أحدها أنه لا يظن بكليم الله ورسوله الكريم وأعلم الناس بربه في وقته
(٢٠٦)