فلم ينف موسى الرؤية وانما نفى الإدراك فالرؤية والادراك كل منهما يوجد مع الآخر وبدونه فالرب تعالى يرى ولا يدرك كما يعلم ولا يحاط به علما وهذا هو الذي فهمه الصحابة والآئمة من الآية كما ذكرت أقوالهم في تفسير الآية بل هذه الشمس المخلوقة لا يتمكن رائيها من إدراكها على ما هي عليه وأما الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الدالة على الرؤية فمتواترة رواها أصحاب الصحاح والمسانيد والسنن فمنها حديث أبي هريرة أن ناسا قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر قالوا لا يا رسول الله قال هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب قالوا لا قال فإنكم ترونه كذلك الحديث أخرجاه في الصحيحين بطوله وحديث أبي سعيد الخدري أيضا في الصحيحين نظيره وحديث جرير بن عبد الله البجلي قال كنا جلوسا مع النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة فقال إنكم سترون ربكم عيانا كما ترون هذا لا تضامون في رؤيته الحديث أخرجاه في الصحيحين وحديث صهيب المتقدم رواه مسلم وغيره وحديث أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما وما بين القوم وبين أن يروا ربهم تبارك وتعالى إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن أخرجاه في الصحيحين ومن حديث عدي بن حاتم وليلقين الله أحدكم يوم يلقاه وليس
(٢٠٩)