شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ٢٠٥
وإضافة النظر إلى الوجه الذي هو محله في هذه الآية وتعديته بأداة إلى الصرحية في نظر العين وإخلاء الكلام من قرينة تدل على خلافة حقيقة موضوعة صريحة في أن الله أراد بذلك نظر العين التي في الوجه إلى الرب جل جلاله فإن النظر له عدة استعمالات بحسب صلاته وتعديه بنفسه فان عدي بنفسه فمعناه التوقف والانتظار * (انظرونا نقتبس من نوركم) * وإن عدي ب في فمعناه التفكر والاعتبار كقوله * (أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض) * وإن عدي ب إلى فمعناه المعاينة بالابصار كقوله تعالى * (انظروا إلى ثمره إذا أثمر) * فكيف إذا أضيف إلى الوجه الذي هو محل البصر وروى ابن مردويه بسنده إلى ابن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى * (وجوه يومئذ ناضرة) * قال من البهاء والحسن * (إلى ربها ناظرة) * قال في وجه الله عز وجل عن الحسن قال نظرت إلى ربها فنضرت بنوره وقال أبو صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما * (إلى ربها ناظرة) * قال تنظر إلى وجه ربها عز وجل وقال عكرمة * (وجوه يومئذ ناضرة) * قال من النعيم * (إلى ربها ناظرة) * قال تنظر إلى ربها نظرا ثم حكى عن ابن عباس مثله وهذا قول المفسرين من أهل السنة والحديث وقال تعالى * (لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد) * قال الطبري قال علي بن أبي طالب وأنس بن مالك هو النظر إلى وجه الله عز وجل وقال تعالى * (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) * فالحسنى الجنة
(٢٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 ... » »»