شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ٢٠٣
ما يجزئ في الصلاة ثلاث آيات قصار أو آية طويلة لأنه لا يقع الإعجاز بدون ذلك والله أعلم قوله ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر من ابصر هذا اعتبر وعن مثل قول الكفار انزجر علم أنه بصفاته ليس كالبشر ش لما ذكر فيما تقدم ان القرآن كلام الله حقيقة منه بدا نبه بعد ذلك على أنه تعالى بصفاته ليس كالبشر نفيا للتشبيه عقيب الإثبات يعني أن الله تعالى وإن وصف بأنه متكلم لكن لا يوصف بمعنى من معاني البشر التي يكون الانسان بها متكلما فإن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وما أحسن المثل المضروب للمثبت للصفات من غير تشبيه ولا تعطيل باللبن الخالص السائغ للشاربين يخرج من بين فرث التعطيل ودم التشبيه والمعطل يعبد عدما والمشبه يعبد صنما وسيأتي في كلام الشيخ ومن لم يتوق النفي والتشبيه زل ولم يصب التنزيه وكذا قوله وهو بين التشبيه والتعطيل اي دين الاسلام ولا شك أن التعطيل شر من التشبيه بما سأذكره إن شاء الله تعالى وليس ما وصف الله به نفسه ولا ما وصفه به رسوله تشبيها بل صفات الخالق كما يليق به وصفات المخلوق كما يليق به وقوله فمن أبصر هذا اعتبر أي من نظر بعين بصيرته فيما قاله من إثبات الوصف ونفي التشبيه ووعيد المشبه اعتبر وانزجر عن مثل قول الكفار قوله والرؤية حق لأهل الجنة بغير إحاطة ولا كيفية كما نطق به كتاب ربنا * (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) * وتفسيره على ما أراد الله تعالى وعلمه وكل ما جاء في ذلك من الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو كما قال ومعناه على
(٢٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 ... » »»