نعم: أما من ترك تقبيل الركبة ركبة العالم وليس ذلك منه أنفه وترفعا عن تعظيمه فلا بأس بذلك إنما البأس في التكبر.
السائل: أنهم يعترضون على تقبيل الركب بما روي عن أنس بن مالك قال قيل يا رسول الله إذا لقي أحدنا أخاه فيحني له ظهره قال لا قال فيلتزمه ويقبله قال لا قال فيصافحه قال نعم فما الجواب على هذا؟
الجواب - يقول مولانا العلامة بدر الدين: الجواب وبالله التوفيق إن هذا الحديث ليس صحيحا عندنا بل ولا صحيحا على أصل المخالفين لأن في سنده حنضله السدوسي قال الذهبي في الميزان قال يحي القطان تركته عمدا وكان قد اختلط وضعفه أحمد وقال. منكر الحديث يحدث بأعاجيب وقال ابن معين ليس بشئ تغير في آخر عمره وقال النسائي ليس بقوي وقال مرة ضعيف. انتهى،، فظهر بهذا أنه لا يصح الاحتجاج بهذه الرواية. مع أن الانحناء إنما يكون تبعا لتقبيل الركبة حيث تكون في الغالب أسفل.
والدليل على هذا أنه إذا اتفق أن يكون العالم في مكان مرتفع بحيث يمكن تقبيل ركبته بدون انحناء أنه يحصل المقصود بتقبيل ركبته من دون انحناء وعلى هذا فلا يقال. انحنى له إنما يقال حب ركبته كما أن من عمل في شئ منخفض لا يقال انحنى له كالباني لا يقال إنه انحنى للجدار.
وقد روى أن أبا بكر لما رجع وقد توفي رسول الله (ص) قبله وهو ميت وهذا يستلزم انحناء عظيما منخفضا حتى يصير قريبا من هيئة