الرحال إلى الثلاثة المساجد ليس إلا في الارتحال للصلاة في مسجدا وفي موضع أنه لا حاجة لذلك ولا ينبغي إلا الثلاثة المساجد لفضلها على بقية المساجد وهذا هو الذي فهمه جمهور العلماء كما ذكره النووي في شرح مسلم (ج 9 ص 168) حيث قال وفي هذا الحديث فضيلة هذه المساجد الثلاثة وفضيلة شد الرحال إليها لأن معناه عند جمهور العلماء: لا فضيلة في شد الرحال إلى مسجد غيرها، انتهى.. فقد فهموا أنه في المساجد خاصة أي لا تشد الرحال إلى مسجد إلا إلى ثلاثة مساجد..
وقد أخرج أبو طالب في الأمالي (ص 338) بسنده عن أبي ذر في حيث طويل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن صحف إبراهيم - عليه السلام -: وعلى العاقل أن لا يكون ظنا عنا إلا لثلاث تزود لمعاد، أو مرمة لمعاش، أو لذة في غير محزم. وهو في أمالي المرشد بالله (ج 1 ص 204) ولكنه فيها مصحف وهذه الثلاث الخصال يشملها الابتغاء من فضل الله وقد قال تعالى " علم أن سيكون منكم مرض وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله " وقال تعالى " ولتبتغوا من فضله " فدل ذلك على جواز السفر إلى غير الثلاثة المساجد وإن الحديث في شد الرحال خاص بالمساجد للقرائن الحالية والمقالية فالقصر إضافي أي بالإضافة إلى سائر المساجد ونضيره في القصر الإضافي قول الله تعالى " ولا تكسب كل نفس إلا عليها " فهو بالإضافة إلى الغير أي - لا تكسب على أحد الأعلى نفسها وليس معناه لا تكسب أي كسب