العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل - السيد محمد بن عقيل - الصفحة ٦٣
وكذبه ومن قال إنه مائل ساقط متروك الحديث كان يشتم الصحابة ويروى عن الثقات الموضوعات إلى نحو ذلك. ثم قال وهو الذي روى عن عاصم عن ذر عن عبد الله " إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه " وروى حديث " إذا بويع لخليفتين إلخ ".
وأقول: أرى ذنب الحكم هذا روايته هذين الحديثين وكلاهما صحيح وقد ذكرت النقل في تصحيح سند الحديث الأول وطرقه وإن رجاله كلهم رجال الصحيح في كتاب (تقوية الإيمان) (7) والحديث الثاني رواه مسلم (8).
ومما يفيد الأمر بقتل معاوية ما أخرجه أحمد في مسنده ولفظه " من قاتل عليا على الخلافة فاقتلوه كائنا من كان " فيكون ذنب الحكم روايته لما لا يروق للنواصب من صحيح أحاديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فتأمل.
الحكم بن عتيبة الكندي مولاهم الكوفي، ذكره في (تهذيب التهذيب) وقال هو أحد من روى عنه الجماعة ومدحوه. ثم قال إنه كان صاحب سنة واتباع وكان فيه تشيع إلا أن ذلك لم يظهر منه.
انتهى.
وأقول: ما أدري كيف عرفوا تشيعه مع قولهم أنه لم يظهر منه إلا أن كان للتشيع رائحة ذكية كرائحة المسك الأذفر تضوع فتصيب رؤوس جعلان النصب بالصداع.
(4) حكيم بن جبير الأسدي، ذكره في (تهذيب التهذيب) وذكر من ضعفه ووهنه ومن أثنى عليه خيرا ثم قال: وقال أبو حاتم ضعيف الحديث منكر الحديث له رأي غير محمود نسأل الله السلامة غال في التشيع. انتهى.
وأقول ليفرج روع القارئ فإن الغلو في التشيع كالرفض لهم فيه تفاسير تقدمت والمتقين من ذلك حب علي وتفضيله على الأمة وقد تقدم إن ذلك إجماع العترة وقول جمع من كبار الصحابة وخيارهم وجم غفير من تابعيهم بإحسان. وقلنا ليست هذه المسألة من المسائل التكليفية وأوضحنا الكلام فيها في (النصائح الكافية) ثم في (تقوية الإيمان).
(ق) حمران بن أعين الكوفي مولى بني شيبان، ذكره في (تهذيب التهذيب) وقال: قال أبو حاتم شيخ صالح. وذكره ابن حبان في الثقات.

(٧) تقوية الإيمان برد تزكية ابن أبي سفيان. وحديث إذا رأيتم معاوية... الخ. رواه ابن عبد البر في الاستيعاب.
ترجمة معاوية وورد في ميزان الاعتدال للذهبي ج / ٢ / ٧ وورد في تهذيب التهذيب ج ٥ / 110 و ج 7 / 324.
(8) كتاب الإمارة...
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 ... » »»
الفهرست