زعمه الشرقي وقلنا إن معمرا لا يعرف أحاديثه فضلا عن أن يحفظها فما هو المانع لنا أن نجوز وجود ابن أخ رافضي لكل ثقة روى شيئا ما من مناقب علي وابن أخ ناصبي لكل ثقة روى منقبة ما لنحو الشيخين وأنه أدخل تلك الأحاديث عليهم ونهمل جميع المروي في الطرفين ما عدا المتواتر.
ولكن هذا أيضا لا يغني في إبطال هذا الحديث لما مر.
ثم قال في (تهذيب التهذيب) أيضا:
قال الخطيب أبو بكر وقد رواه - يعني الحديث السابق - محمد بن حمدون النيسابوري عن محمد بن علي البخاري الصنعاني عن عبد الرزاق فبرئ الأزهر من عهدته.
قال ابن عدي: أبو الأزهر بصورة أهل الصدق عند الناس وأما هذا الحديث فعبد الرزاق من أهل الصدق وهو ينسب إلى التشيع فلعله شبه عليه. انتهى.
تنبيه:
يشتد عجبي من صنيع بعض العلماء وضيق صدورهم من ذكر فضائل متولي المؤمنين الإمام علي فيتطلبون توهينها وردها بكل حيلة ولو كان فسادا ما يتطلبونه ظاهرا بينا كما مر بك. وقد استحكم هذا الداء وورثه خلفهم عن سلفهم فيثقل على قلوبهم المريضة سماعهم مناقب أمير المؤمنين وفضائله كذكره بالسيادة كما في الحديث السابق سياقه فتغلى مراجل حسدهم في صدورهم وتسود الدنيا في عيونهم ويتخبطهم شيطان النصب وتنتفخ أوداجهم من الغيظ (قل موتوا بغيظكم).
وقد أسخن الله عيونهم بما وصل إلينا من مناقب سيدنا ومولانا صنو نبينا وما أخرجه الله بقدرته من بين الكتمين كتم الحسد وكتم الخوف على النفس وهذا من خوارق معجزات نبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد جرت العادة بأن ما اعتمد أهل الدولة ستره أو تكاتف علماء الدين على إخفائه قلما يظهر ويتواتر، وهنا جاء الأمر بالعكس رغما عن جد الفراعنة في طمسه وشياطين العلماء في إلقاء الشبه وبث الأضاليل في سبيل ظهوره.
ومن عرف ما أشرنا إليه انثلج فؤاده بصحة كبير مما طعن في أسناده نواصب العلماء ومقلدوهم من مناقب أمير المؤمنين وإن قيل في رجال أسانيدها ما قيل من تضعيف أو توهيم أو تضليل وعلى الأقل الحالات يقطع الموفق بأنها أقرب إلى الصحة من كثير مما قالوا بصحته من مناقب الغير ممن يقرب ويمدح ويكرم ويشفع من يروي فضائلهم وتقطع له الإقطاعات العظيمة ويستفيد الصلات