وقفة مع الجزائري - الشيخ حسن عبد الله - الصفحة ٧٦
أقول: ففي حين يقول الجزائري في مقدمة نصيحته إلى كل شيعي: (... حتى أشار علي أحد الإخوان بالنظر في كتاب لهذه الجماعة لاستخلاص الحكم الصحيح عليها ووقع الاختيار علي كتاب الكافي وهو عمدة القوم في إثبات مذهبهم وطالعته وخرجت منه بحقائق علمية جعلتني أعذر من كان يخطئني في عطفي علي القوم ...) - وهو في كلامه هذا يقر على نفسه بأنه لم يقرأ أي كتاب للشيعة عند كتابته لفضائحه هذه غير كتاب الكافي " تجده يقول أعلاه: (ففي كتب القوم نصوص لا تحصى كثيرة في تكفير الشيعة لهم...) حيث يدل هذا القول على أنه اطلع على كتب الشيعة جميعها أو أغلبها فوجد فيها نصوص كثيرة لا تحصى في تكفير الشيعة للشيخين.
نعم لقد صدق المثل القائل: (حبل الكذب قصير). وهو مع أنه يدعي أن في كتب الشيعة نصوصا كثيرة لا تعد ولا تحصى على تكفير الشيعة للشيخين نجده لا يأتي إلا بروايتين ينسبهما إلى كتاب الروضة من الكافي أما الثانية فقد اختلقها من عنده ليس في روضة الكافي رواية بالنص الذي ذكره وأما الأولى فهي ضعيفة سندا، ولفظة الشيخين الواردة فيها مبهمة، فتعيين أن المراد منها أبو بكر وعمر أو غيرهما يحتاج إلى دليل وأنا له أن يأتي بهذا الدليل، ثم أنه أيضا حرف في الرواية فلم يرد في الرواية أن الرواي عن الإمام الباقر عليه السلام سأل عن الشيخين كما ذكر بقوله: (... حيث قال: سألت أبا جعفر عن الشيخين فقال:.....) فليس في نص الرواية هذا النص.
قال: (وبعد أيها الشيعي فهل من المعقول الحكم بالكفر والردة على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم حواريون وأنصار دينه، وحملة شريعته رضي الله عنهم في كتابه وبشرهم بجنته على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، حمى الله بهم الدين، وأعز بهم الدين ، وخلد لهم ذكرا في العالمين، وإلى يوم الدين، فقل لي بربك أيها الشيعي، ألم يكن لهذا التكفير واللعن والبراء لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هدف وغاية؟ بلى أيها الشيعي، إن الهدف هو
(٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 ... » »»