وقفة مع الجزائري - الشيخ حسن عبد الله - الصفحة ٧١
فهذا القرآن الكريم شاهد حق وصدق على صدق وحقيقة ما نقول من أن الصحابة ليسوا كلهم عدول أو ثقات بل فيهم المؤمن الصالح العادل السائر على نهج الله ورسوله وفيهم المنافق المتجاهر بنفاقه والمتستر به، وفيهم ضعيف الإيمان ومن خلط عملا صالحا وآخر سيئا.
بل إن صحاح ومسانيد وكتب السنن عند أهل السنة مليئة بالروايات التي تدل على أن من الصحابة من سيرتد ويغير ويبدل بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأن قسما من هؤلاء سيرد النار أعاذنا الله منها فقد أخرج البخاري في صحيحه (1) والشاشي في مسنده (2) بسنديهما كلاهما عن أبي وائل قال " واللفظ للأول -: قال عبد الله:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أنا فرطكم على الحوض، ليرفعن إلي رجال منكم، حتى إذا أهويت لأناولهم اختلجوا دوني فأقول: أي رب أصحابي! يقول: لا تدري ما أحدثوا بعدك).
وأخرج أيضا البخاري في صحيحه (3) ومسلم بن الحجاج في صحيحه (4) وأحمد بن حنبل في مسنده (5) - واللفظ للبخاري - عن أبي حازم، قال: سمعت سهل بن سعد يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (أنا فرطكم على الحوض، من ورده شرب منه، ومن شرب منه لم يظمأ بعده أبدا، ليرد علي أقوام أعرفهم ويعرفوني، ثم يحال بيني وبينهم. قال أبو حازم: فسمعني النعمان بن أبي عياش وأنا أحدثهم هذا فقال: هكذا سمعت سهلا؟
فقلت: نعم. فقال: وأنا أشهد على أبي سعيد الخدري لسمعته يزيد

(١) صحيح البخاري ج ٦ ص ٢٥٨٧.
(٢) مسند الشاشي ج ٢ ص ٤٢.
(٣) صحيح البخاري ج ٥ ص ٢٤٠٦.
(٤) صحيح مسلم ج ٤ ص ١٧٩٣.
(5) مسند أحمد ج 5 ص 333 و 339.
(٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»