وقفة مع الجزائري - الشيخ حسن عبد الله - الصفحة ٧٥
يشهد لما قلناه ما ورد في الحديث أعلاه (... ثم عرف أناس بعد يسير) أي عرف أناس من صحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد وقت قليل يسير من الزمن أن علي بن أبي طالب عليه السلام هو الأولى بالأمر من غيره. وكذلك ما ورد فيه: (... وأبو أن يبايعوا حتى جاؤوا بأمير المؤمنين عليه السلام مكرها فبايع...) فهذا القول صريح في أن المراد بالارتداد هنا هو تخلفهم عن مبايعة أمير المؤمنين علي عليه السلام ومبايعة غيره ممن لم ينص عليه من الله ورسوله.
والخلاصة: أن الشيعة لا تقول بارتداد وكفر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخروجهم عن دائرة الإسلام ما عدا أهل البيت ونفر قليل ثلاثة أو خمسة، - كما يزعم " وكان عليه أن يرجع إلى قول علماء المذهب المجمع عليه عندهم لا إلى الروايات المنقولة في كتبهم لأنها لا تكون حجة عليهم لمجرد وجودها في مؤلف من مؤلفاتهم ما لم يأخذ بها ويقول بمضمونها علماء المذهب، والروايات الوارد فيها مثل ذلك، فعلماء المذهب يؤلونها ولا يقبلونها على ظاهرها ويفسرون الإرتداد الوارد فيها بالمعنى الذي ذكرناه أعلاه لا بمعنى الإرتداد عن الدين، فليس من عقيدة الشيعة هذه العقيدة التي اختلقها لهم هذا المفتري الجزائري.
قال الجزائري: (أما بخاصة الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ففي كتب القوم نصوص لا تحصى كثيرة في تكفير الشيعة لهم، ومن ذلك ما جاء في كتاب الكليني صفحة 20 حيث قال: سألت أبا جعفر عن الشيخين فقال: فارقا الدنيا ولم يتوبا، ولم يتذكرا ما صنعا بأمير المؤمنين فعليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، وأورد أيضا في صفحة 107 قوله تسألني عن أبي بكر وعمر؟
فلعمري لقد نافقا وردا على الله كلامه وهزئا برسوله، وهما الكافران عليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين).
(٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 ... » »»