وقفة مع الجزائري - الشيخ حسن عبد الله - الصفحة ٧٧
القضاء على الإسلام خصم اليهودية والمجوسية وعدو كل شرك ووثنية، وإن الغاية هي إعادة دولة المجوس الكسروية بعد أن هدم الإسلام أركانها، وقوض عروشها، ومحا أثر وجودها وإلي الأبد إن شاء الله تعالى، وهاك إشارة مغنية عن عبارة: ألم يقتل ثاني خليفة للمسلمين بيد غلام مجوسي؟) أقول: هذا صاحبنا وبعد أن يختلق ويلفق على الشيعة ما يريده يأتي بلوازم لهذا الاختلاق والتلفيق والافتراء والكذب، ولكن أيها القارئ الكريم قد أثبتنا لك أعلاه أن الشيعة لا تقول بردة ولا كفر أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأن رأيهم في أصحاب رسول الله هو أوسط الآراء بلا تفريط ولا إفراط ونقول له أن حواري محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأنصار دينه وحملة شريعته هم المؤمنون الذين مضوا على سبيله ونهجه حتى آخر لحظة من لحظات حياتهم ممن قضى شهيدا في حياته صلوات الله وسلامه عليه أو مات حتف أنفه وممن بقي بعده لم يغير ولم يبدل ولم يرتد أو يحدث ما يخالف الدين، هؤلاء هم الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه هؤلاء هم حماة الدين الذين أعز الله بهم دينه، وليس المنافقين والمغيرين والمبدلين والمرتدين، ثم إن من أعجب العجب قوله أن الله سبحان وتعالى بشر جميع الصحابة بالجنة على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم وكان عليه أن يأتي بالدليل على هذه البشارة من أحاديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لا أن يرمي كلامه هكذا رميا بدون برهان أو دليل فهل التكليف عن من صاحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرفوع حتى يبشر جميعهم بالجنة؟ أو هم معصومون عن الذنوب والأخطاء فلا يفعلون شيئا من ذلك؟ فيكون النبي بشرهم بذلك لأنهم كذلك، لا هذا ولا ذاك فهم مكلفون كسائر المسلمين وليسوا بمعصومين أيضا، والجنة كما هو صريح القرآن الكريم ليست إلا للمتقين المؤمنين. أما المنافقون والمبدعون في الدين فمصيرهم جهنم وبئس المصير. فمتى كان رأي الشيعة " الذي عليه الدليل من القرآن والروايات " في
(٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 ... » »»