وقفة مع الجزائري - الشيخ حسن عبد الله - الصفحة ٧٣
العزيز الحكيم قال فيقال لي إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم...).
وأخرج البخاري في صحيحه (1) عنه أيضا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (بينما أنا قائم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم، فقال: هلم. فقلت: أين؟ قال: إلى النار والله. قلت: وما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقري، ثم إذا زمرة، حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم ، فقال: هلم، قلت: أين؟ قال: إلى النار والله. قلت: ما شأنهم؟
قال: إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقري. فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم).
يقول في فتح الباري في شرح صحيح البخاري (2): (والمعنى أنه لا يرده منهم إلا القليل لأن الهمل في الإبل قليل بالنسبة لغيره).
وأخرج أحمد بن حنبل في مسنده (3) وأبو يعلى في مسنده (2) - عن عبد الله بن مسعود " واللفظ لأحمد - عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لأصحابه: (أنا فرطكم على الحوض، ولأنازعن أقواما ثم لأغلبن عليهم فأقول: يا ربي أصحابي، فيقول: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك).
ومن أمثال هذه الأحاديث يوجد الكثير في كتب أهل السنة، وهي صريحة في أن مجموعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ممن كان يعرفهم ويعرفونه سيحدثون بعده أمورا ما أنزل الله بها

(١) صحيح البخاري ج ٥ ص ٢٤٠٧.
(٢) فتح الباري ج ١١ ص ٤٧٥.
(٣) مسند أحمد ج ١ ص ٣٨٤ و ٤٠٦ و ٤٢٥.
(٤) مسند أبي يعلى ج ١ ص ١٢٦.
(٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»